الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

بين طالب وشيخه


بسم الله الرحمن الرحيم
في مُناسبةِ الأُمسيةِ الشِّعريةِ خِلاَلَ الدَّورةِ الشَّرعيّةِ الَّتي تُقُامُ سَنَويًّا في امباكِي، ألْقَى الأستاذُ والشَّيخُ خَادِمْ انجايْ الرَّشيد قَصيدَةً يَذْكُرُ فيها مَثَالِبَ المَالِ وأضرارَهُ، وإِذْ أَتَى دَوري لإلقاءِ قصيدتي قُلتُ خَمسةً أَبْياتٍ ولُوفِيَّةٍ تَهْييجًا لِلشَّيخِ الشَّاعِرِ، فوعَدَ إِذْ تَنَاوَلَ الكَلِمَةَ في أَبْياتٍ رَائعةٍ بِرَدٍّ مُفْحِمٍ، وفعلاً في الغَدِ التَّالِي حَمَلَ إِلَيَّ قَصِيدَةً مِيمِيَّةً جَمِيلَةً، لَيْسَتْ معي الآنَ إِذْ ذَهَبَ بِها الشَّيخُ نِسيَاناً، وإن شاء الله سأَسْعَى في إِيصَالِها إِلَى أَيْدِي الإخوةِ الأَفاضِلِ. رَدَدْتُ قَائِلاً:
أَيَا شَــــــيخًا يَرَى في المَا
 
لِ رَأْيَ الخَابِــــطِ الوَهِمِ
  
أَمَا تَــــدْرِي بِأَنَّ المَـــــا
 
لَ يَا هــذَا دَوا السُّــقُمِ
  
فَـــــمَا يُحْــصَى لمِا لِلْمَا
 
لِ مِـــــنْ نَفْعٍ بِلاَ وَهَمِ
  
وَلَكِنْ لَيسَ يَرنو الشمـ
 
ـسَ ذُو رَمَــــدٍ مِنَ الأَلمِ
  
وَشَيخٌ مِـــثْلُكــــمْ أَنَّى
 
يُجَـــــادِلُ لِلْفَتَى الفَهِمِ
  
فـإِنَّا في زَمَــــــــانٍ لَيـ
 
ـسَ يَعْقِلُهُ أَخُو هَـــــرَمِ
  
وكَمْ مَــدَحَ النَّبِيُّ الْمُصْـ
 
ـطَــفَى مَالاً لِمُحْـــتَكِمِ
  
إِذا مَا قَدْ جَـــهِلْتَ الأَمْـ
 
ـرَ فَاسْـــأَلْنِي ولاَ تَــهِمِ
  
فَلا تُنْــــــــكِرْ مَـــزَايَاهُ
 
فَلَيْسَ النَّـــــيلُ كَالعَدَمِ
  
أَكُنْتَ تَخُطُّ لَوْلاَ الْـــــمَا
 
لِ-كَانَ-بِذَلِكَ القَـــلَمِ؟
  
ودَعْكَ عَنِ العُـــيُوبِ فَمَا
 
نَجَا حُــــرٌّ مِنَ التُّـــهَمِ
  
ولَكِــــنْ كُـــــلُّ قَوْلٍ دُو
 
نَ بُـــــــرْهَانٍ مِنَ الحُلُمِ
  
فَسِرْ في النَّاسِ وَاسْأَلْهُـــمْ
 
أَمِــثْــلُ الْمَالِ و(الدَّرَمِ)؟
  
تَـــــذَكَّـــــــرْ مَا لإِنْفَاقٍ
 
بلاَ حَــــسَــــدٍ لِمُغْتَنِمِ
  
فَــــــلَيـــسَ يَذُمُّ مَالاً قـَ
 
ـطُّ مَا قَـــدْ جَاءَ في القَلَمِ
  
ولاَ تَحْــــــسَبْ أَخَا خَرَقٍ
 
كَــوَاعٍ مُــــعْـرِبٍ العَـلَمِ
  
إِذَا مَا رُمْتَ تِــــبْـــــيَــاناً
 
أَلاَ خُــــــذْ أَحْسَنَ الحُكُمِ
  
فرد الشيخ قائلا: قولك:
أَمَا تَـــــدْرِي بِـــــــأَنَّ المَا
 
لَ يَا هَـــــــذَا دَوَا السٌّقمِ
  
الجواب:
وسُقــــــــمُ الجِسْمِ يُصْرِعُهُ
 
وَسُقْمُ القَــــــلْبِ لِلْحُمَمِ
  
فَأَعْــــــنِي النَّـــــارَ تُؤْلِمُهُ
 
فَيَصْـــــــرُخُ شَاكِي الضَّرَمِ
  
فَلَوْ خَـــــــــيرٌ يُرَى فِي المَا
 
لِ كَانَ النَّــــــدْبُ ذُو الكَرَمِ
  
رَسُولُ اللهِ يَمْـــــلِــــكُــهُ
 
(تَــــفَـاتُـنَ بَــــيِّــوُلْ دَرَمِ)
  
ثم بعث إليَّ بوريقة مكتوب عليها:
مُـــــطَاعَــــــنَةٌ ومَعْرَكَةٌ
 
بِــــحَـــــدِّ الطّرْسِ والقَلَمِ
  
جَــــــرَتْ بَيْنِي وبَيْنَكَ لاَ
 
تَـــــــــخَفْ مِنْ شِدَّةِ الوَرَمِ
  
فقلت:
نُــــــحَـــــكِّمُ حَاذِقًا لَبِبًا
 
عَــــــدُولاً لَـــــــيسَ يُتَّهَمِ
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق