الاثنان:15صفر1432هـ\10آذار 2010م
لبسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
في إحدى جلسات جمعية الثقافة بالمعهد الإسلامي العالي بلوغا،تناول النقاش موضوع:تمثال النهضة الإفريقية(المذعومة)الذي بناه الرئيس الجائر،الظلوم الحائر،فأسرف في البناء؛حيث أثار الجدل بين المواطنين عموما،وبين أوساط المثقفين خصوصا،وكانت الجلسة على أسلوب الندوة،وعند أوانها تخلف أحد المدعوين لعذر مقبول وكان هو من الطرف المؤيد،ولما لم يجدوا له بديلا قبلت أن أسد فراغه مدافعا عن هذا الموقف على سبيل المناظرة والمباحثة العلمية،لا عن اعتناق مني،بل موقفي موقف الإسلام الذي هو الحذر من التمثال إذا كان ذا رأس،وبعد انقضاء الجلسة نبهت الحضرة بحقيقة الأمر كي لا يغتروا بموقفي،ولم أكتف بذلك إذ نظمت هذه القصيدة التي ألقيتها في الجلسة التالية:
رجعت إلى الحق
لَـقَــدْ تُـبْـتُ لِلرَّحْـمَـنِ مِـنْ كُلِّ هَفْوةٍ | جَـنَـتْـهَا يَـدِي أَوْ قَــدْ جَـنَاهَا لِـسَانِي |
فَـإِنَّــي ظَــلـومٌ يـرْتَـجِـي عَـفْـوَ رَبِّـه | ونُـصْــرَتَــهُ العُــظْـمَى عَـلَى كُـلِّ جَانِ |
ظَـلَـمْـتُ لِـنَـفْـسِي وَاتَّـبَـعْـتُ لِزَيْغِهَا | فَـضَـلَّـتْ وأَرْدَتْــنِــي بِـسُـوءٍ طَــوانِـي |
فقلْتُ وقَـدْ تَاهَتْ بِي النَّفْسُ والهَـوَى | مَقاَلاً شَـنِـيـعاً فِـي الهَـوَى قَـدْ رَمَانِـي |
لَـقَـدْ قُـلْتُ فِـي التِّـمْثَالِ بِالحِلِّ زَائِغاً | ومَـا صَـحَّ قَـولِـي بَـلْ ضَــلالٌ عَــرانِي |
أَقُــولُ بِـكُــلِّ الجِــدِّ إِنِّـــي لِـمُــنْكِرٍ | لماَ قُــلْــتُــه يَـومـــاً بِــهَــذَا المَـكَـانِ |
ألا كُــلُّ تِــمْـثَـالٍ أعَـادِيـه مُـبْـغِـضًا | وأَنْــوِي إِلَـى رَبِّـــي بِــكُــلِّ جَـــنَـانِ |
أَلَــمْ يَـنْـه خَـيْـرُ الخَلْقِ عَنهُ مُصَرَّحًا | وأَمْــرُ رَســــولِ اللهِ مَــوْرُ الـجَــــنَـانِ |
أَقَومِي اشْــهَـدُوا أَنِّــي بَـريءٌ مُــبَـرََّأً | مِـنَ الزَّيْــغِ مَا حُـيِّــيـتُ طُـولَ زَمَانِي |
فَـوَيْـحِـيَ إِنْ لَمْ يَـغْـشَـنِـي عَفْوُ رَبِّـنَا | وهَــلْ أَوبَـــقَ الإنْـسَانَ مِـثْـلُ اللِّــسَانِ |
نَحِيفٌ سَخِيفٌ بَيْنَ فَـكَّـيْنِ مُـخْجِـلٌ | لِـمُــطْـلِـقِــه فِـي سَــرحِـهِ بِــائْـتِـمَانِ |
وأَضْـرَعُ للَـمَـولَـى يَـقِــيـلُ لِـعَـثْـرَتِي | ويَعْــصٍـمُــنِي مِـنْ كُــلِّ غَـيٍّ سَـبََانِـي |
أَلاَ وصَــــــــلاةُ اللهِ ثُــمَّ سَـــلامُـــهُ | عَـلَـى الـمُـصْـطَـفَـى الـمُخْتَارِ يَنْسَكِبَانِ |
شيخ عبيد الله فال
لقد أحسنت فعلا وهكذا دأب الصادقين الصالحين وأنت منهم
ردحذف