الأحد، 5 يونيو 2011

سلام على لوغا


امدخل مدينة لوغا
الحمد لله على كل حال والصلاة والسلام على سيد الرجال وآله وأصحابه الأبطال..
ثم بعد      
فقد شاء الله تعالى أن عشنا حقبة من الزمن في مدينة لوغا لأجل طلب العلم،ووجدنا أهلها خير من ينزل عندهم،فقد رحبوا بنا ووسعوا علينا،حتى لم نلق منهم إلا خيرا،وعند فراقنا لديار لوغا جادت قريحتنا بهذه القصيدة البائية التي تبث عن الشعور الوجداني المختلج في صدري تجاههم،مما أغدقوا علينا من الإحسان،وهي ذات عنوان:
                              سلام على لوغا
سـلامٌ عَلى {لُوغَا}بِلادِ الأَجـانِبِ
سَـلامٌ بِلا لُقْـيَا لِهَذي المَطَـالِـبِ
سَلامٌ بِلاَ لُـقْـيًا لأَجْـلِ دِراسَـةٍ
ودَاعًا بِقَلبٍ طَاحَ مِنْ فَـقدِ صَاحـبِ
فِرَاقٌ ل{ِلُوغَا}لا مَحَــالةَ حَاصلٌ
وما ذاكَ فِي الدُّنْـيَا غَريبَ الغَـر ائِبِ
وهَلْ مِنْ لِقَاءٍ لَيس يَعقُـبُه النَّـوى؟
وكم مِنْ فِراقٍ دُون لُـقـيا وعَاقِـبِ
فَـإِنِّـي ومِثْلِي عَنكَ يَا{لُوغَ} رَاحِلٌ
وما مَـهْرَبٌ مِـنْ ذاك يَا خَيرَ صَاحِبِ
ومَا راقَنِـي أَنِّي غَدًا عَنْـك رَاحِـلٌ
ولِكـنَّه مِـثلُ اللَّظَى فِي جَـوانِـبِـي
فَإِنَّ لِسانِي إِذْ يَـبُوحُ بِنَـكْبَـتِـي
كَلِـيلٌ لِطُغْـيانِ الجَـوَى والمَـصَائِب
لقَدْ هَامَ قَلبِي حينَ طَالَتْ مَضَاجِـعِي
وعَضَّـتِـنِيَ الأَحْـزَانِ عَض العَقَارِبِ
ومَا البَيْنُ يَا{لُوغَا}مِنَ البُغْضِ و القِلَى
ولَكـنَّـه حُـكمٌ لِـرَبِّ المَـغَـارِبِ
فَكَمْ مِـنْ حَبِيبٍ قَدْ سَرَى عَنْ دِيَارِهِ
وقَـدْ نَـابَهُ شَـوقٌ لَهَا كَابْنِ غَـالِبِ
لَقَدْ هَـاجَرَ المُـخْـتَارَ كَرْهًا دِيَارِهِ
وأُمُّ القُـرَى كَانَـتْ أَحَـبَّ المَنَاسِبِ
وأَخْرَجَتْ البَـطْحَاءُ قَومًا حَوَتْـهُمُ
ومَا خَـرَجُوا إِلاَّ لِنَـيْـلِ المَـنَاقِـبِ
فَإِنِّـي إِذَا مَا شَطَّ بِـي الدَّهْرُ إِنَّـنِي
أُحـاولُ شَأوًا لَسْتُ عَـنْكَ بِرَاغِـبِ
لقَلْبِي حَنِـيـنٌ واشْـتِـيَاقٌ وهِزَّةٌ
إِلَيْكَ فَمَا يُوهِي النَّـوَى وُدَّ صَاحِـبِ
لَقَدْ كُنتُ مَأوَى ابْنِ السَّبِيلِ إِذَا نَوَى
إلَيْكَ أَتَاهُ الـرَّحْـبُ مِـنْ كُلِّ جَانِبِ
ومَا كَادَ يُخْلُو مِنْك بَـيتٌ لِـوافِـدِ
أَتَاكَ مِـنَ البَـحْرِ الزَّخِـيـرِ يُطَالِبِ
أَتَـتْكَ صُنُوفٌ مِـنْ أُنَاسٍ لِمَقْـصَدٍ
مِنَ المُرْدِ والأَشْيَاخِ حَتَّـى الكَـوَاعِبِ
ولاَقُـوا جَمِيعًا مِنْكَ خَيـرَ حَـفَاوَةٍ
وتَرْحِـيبِ حِـبٍّ لِلحـبِـيبِ المحُابِبِ
وَفَيْتَ بِحَقِّ الجَارِ والضَّـيْفِ كَامِـلاً
وَفَا طَـيـبَةٍ لِلمـؤمـنِـينَ الأَجَانِبِ
لَإِنْ عَرَفَ المَـاضِـي وَفَـاءً لِبَـلْدَةٍ
فَـإِنَّ ثَـنَاكَ اليَـومَ لَيـسَ بِـرَاسِبِ
فَيَا أَهْلَ لُوغَا إِنَّ فِي القَلْبِ عِشقَـكُمْ
وإِنْ طَالَـتِ الأَيَّامُ لَيـسَ بِـذَاهِـبِ
فَـإِنَّ لَكُمْ مَـنًّا وخَيْـرَ مَـوَاقِـفٍ
كمَـوقِفِ أَنْـصَارِ النَّـبِـيِّ ابْنِ غَالِبِ
لقَدْ كُنْـتُمُ عَـونًا ومَأوًى ونُصـرَةً
لَنَا إِنَّ شُـكْـرَكُمْ لأَوْجَـبُ وَاجِـبِ
أَلاَ إِنَّ مَنْ لَم يَشْـكُرِ النَّاسَ وَافِـياً
فَـلَمْ يَـشْـكُرِ اللهَ الجَلِيلَ المَواهِـبِ
فَكَـمْ مِنْ وفُودٍ قَدْ أَتَـتْكَ بجَهْلِـهِمْ
فَأَيْـقَـظْـتُـهُمْ بِالعِلْمِ دُونَ رَوَاتِـبِ
أَتَـوْكَ وقَدْ تَاهُوا وأَمُّوا لِمَـعْـطَبٍ
ثَـنَـيتَ عِـنَانَ الكُلِّ دُونَ المَـعَاطِبِ
وأَلَّـفْتَ بِالإِيخَاءِ بَـيـنَ مَـعَـاشِرٍ
قَـدِ اخْـتَلَفُوا فِي عَادَةٍ والتَّـخَاطُبِ
قَدِ اخْـتَـلَفُوا فِي جِنْسِيَاتٍ عَدِيدَةٍ
مَحَـوْتَ سِوَى خَطِّ الوَفَا والتَّـقَارُبِ
فَأَضْحَوْا وَإِنْ تَعَـدَّدَتْ لَهَـجَاتُـهُمْ
إِلَى اللهِ إِخْـوَانًا سَــوِيَّ المَـنَاكِـبِ
بِلُـوغَا مَـعَاهِدٌ تُـنِيـرُ لأَهْـلِـهَا
ومَنْ أمَّـها يَا حـبَّـذَا مِـنْ مَهَارِبِ
فَإِنَّ سِوَى{طُـوبَـا} بِأَرْضِ بِـلاَدِنَا
تَـفُـوقِينَهَا عِنْدِي بِأَعْلَى المَـرَاتِـبِ
سَقَاك إلَـهُ العَرْشِ مِنْ صَوْبِ فَضْلِهِ
وأَوْلاَك فَـخْـرًا فِي جَمِـيعِ المَغَارِبِ
أَيَا أَهْـلَ {لُوغَا} إِنَّ قَلْبِـي مُتَـيَّمٌ
بِكُمْ لاَ يَـزَالُ القَلْبُ مَـعْكُمْ بِصَاحِبِ
صَـلاَةٌ وتَسْلِـيمٌ مِنَ اللهِ خَالـِقِـي
عَلَى المُصْطَفَى والصَّحْبِّ أُولِي المَـنَاقِبِِ

                              شيخ عبيد الله فال\دار القدوس- طوبى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق