ثم بعد
لقد وفدت المعهد الإسلامي العالي سنة 2007م\1428هــ بعد النجاح بفضل الله في مقابلة الدخول،ملتحقا بالمرحلة الثانوية،وبعد أيام من الدراسة تراءت لنا الأمور على حقيقتها، من سوء الإدارة الذي كان مجرد الكلف على وجه البدر،فلم نجد للبث بما في النفس من البؤس سوى اللجوء إلى القلم،تنفسا عما ضاق به العامة ذرعا،من غير أن يجدوا فيه مفزعا،فقلنا هذه القصيدة على عفو اللسان ورسل الجنان تحت عنوان:
قال المعهد
صــاحَ السَّـقيمُ عَـنًى في شِــدَّةِ الحَـــال | كـــأَنمَّــَا شُـــجَّ وهْـــوَ المـَــعْــهَــدُ الحـَالي |
نادَى بصوتِ الغَريقِ المــُعْترِي عَـــطــباً | مُستـَنْـجِـداً فَـــــرِقاً في قَــفْــرِه الخـَــالي |
قالَ وقَدْ قَــــاطَـــــــعَ الهـَـيْـــــجُ لمــَنْطِقِهِ | مُــسـتَــفْــسِرًا بَـالَــــه في عَـصْــره التَّالي |
قـــدْ كُــنْــتُ كَـهْلاً نَــضِـــيرًا يَافِـعًا أَنِـقًا | والآنَ هُـــــدِّدْتُ فِـي عُـقْـبَايَ والحَـالِ |
قَدْ كنتُ مُرْضِعَ وُلْدِي مِنْ لِبَانِ هدًى | وكُـــنْــتُ مُســقِـــيَـــهُـمْ مِنْ خَــيرِ زُلاَّلِ |
إذْ كُــنْــتُ أُعْــلِـمَـهُــمْ دَومًا أُثَــقِّــفُـــهُــمْ | فَــصِـــرْتُ مَــنْبَــعَ عِـــلْــمٍ هَــادئَ البَالِ |
أُنَشِّطُ الكُـلَّ تَــنْشيـطاً حَـــصَــدْتُ به | تَخْيِـيـرَ عُـــشَّــــاقِ أَعْـــــلُـــمٍ بِــإِقْـــبَـالِ |
آويْــتُ كــلاًّ بحــــوشِي كُــنْتُ مُــغْــريَـهُ | بالعِلْـمِ لا يُــشْــتَــكَى عــنْـــدي لإهمَالِ |
لِـكـنَّـــني الـيَــومَ أَغْـــــدُو وَانِــــيًا دَنِــفًــا | إذْ عُدتُ مِنْ رَغَدِي كَالدَّارسِ البَالي |
إنِّي أُكَابدُ في كَشْـحِي عــظِـيمَ جَـــوًى | لَـــــو سمْــتَـه جَـــبَـلاً تُــعْــنَى بإسْـــعَالِ |
فَكَـيفَ تَــرْجُـو بأُمٍّ حَــارَ مِـــنْ سَغَبٍ | أفْــراخُــــها ذَا ِبهَا أَنــكَــى مِـــنَ اوْبَالِ |
يَسُـوءُنِـي أنَّ بَـعْــــضاً لم يجِـــدْ مَــــرَحاً | لمـَـقْــعَـدٍ جَـــيِّـدٍ كــمِــــثْــلِ شِـــيخْ فَالِ |
ولاَ رَأَى كُـــتُــــــباً والـــــعَامُ مُــنْــتَصِفٍ | تَــأتِــي الـدُّروسُ وأَحْـــيَـانًا بِـإشْــكالِ |
وتَــــارةً يخْـــــــرجُ الأُسْــــتَاذُ ذَا خَــــطإٍ | وطَـــردُ طَـــــالِــبِ عِــلـمٍ شــرُّ أَفْـــعَالِ |
دائِــــي مَـــرِيــرٌ غَــــزِيــرٌ شَـاكَ في بَدَنِي | تِــعْدَادُهُ مَــتْــعَـبٌ يُـــفْـــضِــي لأَوْبـــَــالِ |
يَـا كَـافِلِـيَّ أَغِــيـثُـــونــِي عَـــــلَى عَـجَـلٍ | فَلتُحْضِـرُوا لي الــدوَا في هَـــذهِ الحَـالِ |
الطالب,شيخ عبيد الله فال(بايب غور)
ثم بعد التخرج ـ كما يقال ـ بلغنا نبأ تغيير مدير المعهد،الذي كان أمنية كثير ممن لهم صلة بالمعهد الحنيف،ولم تزل تتوارد علينا أنباء التغييرات الإيجابية المنشودة،بفضل الله ثم بجهد المشرف الجديد أيده الله ووفقه لما فيه الصلاح،كما بلغني ثناء رعيته عليه لحسن سيرته،فحمدت الله على هذه النعمة،قائلا هذه الأبيات التي تحت عنوان:
النَّبَأ السَّارُّ
قَــدْ جَــاءنـي المـَـعْــــــهَـــــــدِ في طَــــرَبِ | فَــــقُـــلْــــتُ لَــيْـتيَ لمَ أَخْـــرُج ولمَ أَغِــبِ |
مَا جَـاءنِـي نَــبَـأٌ سَـــارٌّ يَــــــطِــــيــبُ لَنَا | بعدَ التَّوجُّـعِ حِــيـناً كُـــنْـتُ في كُــــرَبِ |
كـــنَّا عَــلى أَسَــفٍ مِـــنْ حَـالِــهِ وأَسىً | حَـتَّـى قَـنـطْتُ مِنَ الخَلاَصِ مِنْ رَهَبي |
هَــديَّـةُ الــبَـــلَـــــــدِ الحَــــــرَامِ صَافِــــــيَــةٌ | لَكِـنَّمَا شَـيْــنُـها في المـُـشْـرِفِ النَّــهِــبِ |
حمـــى الإلَــــهُ بِـــلادَ الـــــوَحْـيِ قِـبْلَــتَـــنَا | وأَهْلَـها مِـنْ خَبِـيثِ الكَــيـدِ والعَطَبِ |
فَـــكَــمْ صَــنِــيــعٍ جمِـــيلٍ مِـنْ أَخٍ وَمِــــقٍ | يَشِـيـنُـهُ عَـنْـــدَ إِهْـــداءٍ أخُــو اللَّــعِـبِ |
كأنمَّــَا مَـــعْــهَـــــدُ الإِسْـــــلامِ محـــتَـــضِــرٌ | في سَـالِـفِ الدَّهرِ دُونَ العِلْمِ بِالسَّبَبِ |
فَــلا تَـــرَى طَـالِــبًا أَوْ عَــــــامِـــــلاً أَبَــداً | إلاَّ ويَشْكُو شَــكَـاةَ اليَأْسِ مِــنْ تَــعَـبِ |
صَـــرْحٌ ونَـــبْعُ هُـدًى مَـا خَابَ قَاصِـدُهُ | تَــفُـــورُ قِـــرْبَــتُـــهُ مِـنْ نَــبْــعِــهِ اللَّـــجِبِ |
إِذْ جَاءنِــي بَـعْـدَ طُـولِ الـعَـهْدِ سِيرِتُكُمْ | في البُعْدِ قُــلْـتُ لهـذَا غَـايَـــةُ الـطَّـــرَبِ |
بِعَهْـدِكُـــمْ قَــدْ تَـــعَافَى مَــعْــهَـدِي وسمَا | فَــالحَـــمْــدِ للهِ مُــنْــجِــيــنَا مِـنَ الكُرَبِ |
فَـسِــرْ عَـلى الدَّرْبِ هَذَا وَاسْتَـقِمْ أَبَداً | ولتخْشَ ربَّـكَ فِيمَا كُـنْتَ وَاحْتَـسِـبِ |
فَاحكُمْ بحَـقٍّ ولاتُـشْطِطْ وحَاذِرْ هَوًى | وَاذْكُــرْ وُقُــوفَــكَ عِـنْـدَ اللهِ وَارْتَــقِـبِ |
وَاذْكُــرْ حَـدِيثَ رَسُولِ اللهِ:{كُـلُّـكُـــم | رَاعٍ}سَـيُــسْـأَلُ يَـا لهـَــولَ مُـــغْـتَصِبِ |
إِنِّــي َلأَحمَــدُ مَـا أَعْــــرِفُ مِـــنْــكَ ومَــا | كُـــنْــتُ لِــغَـيْـبِ حَـفِــيظًا أَيـُّها العَربِـي |
لَـــكِــنْ تَـوَسمْــتُ فِــيكَ الخـَـيرَ مُـغْتَـبِـطًا | بمَا تُـدِيــــرُ بِــــهِ مِــنْ مَــنْـهَــجِ النُّــجُــبِ |
وُفِّـــقْــــتَ للـخَـــيرِ وَالسَّــــدَادِ في أَبَــــدٍ | حَــتَّـى يَــعُـودَ أَصِــيــلُ المجْـدِ لِلـنُّـخَـبِ |
فَامْضِ ولا تخشَ أَوْ تحزَنْ سيـنْـصُـرُكُـمْ | ربِّي فَــلا زِلْــتَ مَــنْـصُـوراً فَــلا تهَـبِ |
وَاحْفَظْ لِـنَفسِكَ حُـسْنَ الـذِّكرِ مُغْتَـنِماً | فَـإِنَّــهُ الــعُــمْــرُ وَهْــوَ أَحْــسَــنُ اللَّــقَبِ |
أحْــســنْ إلى النَّـاسِ تَـستَـمْـلِـكْ قُلُوبهُـمُ | وَلتَعْفُ فَالعَفْوُ أَفْرَى مِنْ شَبَا القُضُبِ |
أَوْلاكُــمُ اللهُ نَــــصْــــراً وَالـنَّــــــجَــاحَ مَعاً | وَكُـــلَّ خَـــــيرٍ فَــلا يَــــزالُ يَـــنْــسَــكِبُ |
هَذي القَـصِــيــدةُ مُـــهْـــدَاةٌ إِلَــيـْكَ بِـــلا | غِـــشٍّ ولا مَــلَـــقٍ مِـــنَ الفَــــتَى الأَرِبِ |
إنْ قَالَ شِعراً تَـغَنَّى الدَّهْـرُ مِـنْ عَجَبٍ | وتُـنْـشِـدُ الطَّـيرُ في الغَــــنَّاءِ مِـنْ طَـرَبِ |
مِنْ أَرْضِ جُرْبِـلَ أَرْضِ المجـدِ مَـنْـسِـــبُه | بأَرضِ طُـــوبَـــى الَّتي لِلعِـلْـمِ تـنْـتَـسِــبِ |
فَــصَــلِّ ربِّـــي عَــــلَـى محــمَّــــد وعَــلَـى | اْلأَصْـحَـابِ والآلِ أُولي أَعْـظُـمِ الرُّتَبِ |
الطَّالِـبُ المـُتخـرج:شـيخ عُـبَـيْـدُ الله فَـالْ الطُّـوبَـاوِي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق